من النصوص (١) للمعهودية في الذهن نحو جاء القاضي ، بل لا يخفى على من اعتبر لسان المخالفين المعتبر عندهم النصب الآن انسياق الامام معرفا ومنكرا إلى ذلك ، بل موثق سماعة (٢) في العيد كالصريح في ذلك ، قال : « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : متى يذبح؟ قال : إذا انصرف الامام ، قلت : فإذا كنت في أرض ليس فيها إمام فأصلي بهم جماعة فقال : إذا استقبلت الشمس ، وقال : لا بأس أن تصلي وحدك ، ولا صلاة إلا مع إمام» إذ قوله : « ليس فيها إمام » مع قوله : « إني أصلي بهم جماعة » واضح الدلالة على ما قلنا ، والظاهر أن ذكر الإمام في النصوص الواردة عنهم (ع) في زمن خفائهم مع تعارف نصب المخالفين في ذلك الوقت وعدم إمام منصوب منهم (ع) في زمن خفائهم مع تعارف نصب المخالفين في ذلك الوقت وعدم إمام منصوب منهم (ع) جمعا بين ما تتأدى به التقية والواقع اعتمادا على ما يذكرونه في صفات الامام عليهالسلام المفقود غالبا في نصب المخالفين ، أو المراد بيان حكم الجمعة في الواقع المنوط بالإمام المعتبر ، فلا يقدح حينئذ التعبير بهذا اللفظ الموهم دفعا للتقية ، وعلى كل حال فانسياق لفظ الامام المنكر منه فضلا عن المعرف إلى ما ذكرنا بعد ملاحظة تعارف النصب في تلك الأزمنة مما لا ينكر ، وسبر نصوص المقام والعيدين المشتملة على لفظ الامام مع ملاحظة ما فيها مما يقتضي إرادة الإشارة به إلى شخص معين لا ما اتفق صيرورته إماما المختلف باختلاف الأوقات والأحوال والأمكنة أعدل شاهد على المقام.
ولعل من ذلك صحيح زرارة (٣) المروي في الفقيه والأمالي وعقاب الأعمال وغيرها بطريقين عن أبي جعفر عليهالسلام « صلاة الجمعة فريضة ، والاجتماع إليها مع الإمام فريضة ، فمن ترك ثلاث جمع ترك ثلاث فرائض ، ولا يترك ثلاث فرائض
__________________
(١) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب صلاة الجمعة.
(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٢ ـ من أبواب صلاة العيد ـ الحديث ٦.
(٣) الوسائل ـ الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة الجمعة ـ الحديث ٨.