فخلط بعضهم ببعض فيخرج الكافر من المؤمن ويخرج المؤمن من الكافر فذلك قوله : تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي .
أقول : وروي هذا المعنى عن عدة من أصحاب التفسير عن سلمان أيضاً مقطوعاً ، والرواية من أخبار الذر والميثاق ، وسيجيء بيانها في موضع يليق بها إنشاء الله .
وفي الكافي عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلی الله عليه وآله في حجة الوداع : ألا إن الروح الأمين نفث في روعي : أنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله فإن الله تعالى قسم الأرزاق بين خلقه حلالاً ، ولم يقسمها حراماً فمن اتقى الله وصبر اُتاه رزقه من حله ، ومن هتك حجاب ستر الله عز وجل وأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال ، وحوسب عليه .
وفي النهج قال عليهالسلام : الرزق رزقان : رزق تطلبه ، ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك فلا تحمل هم سنتك يومك ، كفاك كل يوم ما فيه فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى جده سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم لما ليس لك ، ولن يسبقك الى رزقك طالب ، ولن يغلبك عليه غالب ، ولن يبطیء عنك ما قد قدر لك .
وفي قرب الأسناد : ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلی الله عليه وآله : إن الرزق لينزل من السماء الى الأرض على عدد قطر المطر إلى كل نفس بما قدر لها ، ولكن لله فضول فاسألوا الله من فضله .
أقول : والروايات في هذه المعاني كثيرة ، وسيجيء استيفاء البحث عن أخبار الرزق في سورة هود إنشاء الله تعالى .
( بحث علمي )
قد تقدم في بعض ما مر من الأبحاث السابقة
: أن اعتبار أصل الملك ( بالكسر ) من الاعتبارات الضرورية التي لا غنى للبشر عنها في حال سواء كان منفرداً أو مجتمعاً
،