قانونية لموافقة متونها تعليم الكنيسة (١) .
ومن جملة الأناجيل المتروكة إنجيل برنابا الذي ظهرت نسخة منها منذ سنين فترجمت إلى العربية والفارسية ، وهو يوافق في عامة قصصه ما قصه القرآن في المسيح عيسى بن مريم (٢) .
ومن العجيب أن المواد التاريخية المأثورة عن غير اليهود أيضاً ساكتة عن تفاصيل ما ينسبه الإنجيل إلى الدعوة المسيحية من حديث البنوة والفداء وغيرهما ، ذكر المؤرخ الإمريكي الشهير « هندريك ويلم وان لون » في تأليفه في تاريخ البشر كتاباً كتبه الطبيب « إسكولابيوس كولتلوس » الرومي سنة ٦٢ الميلادية إلى ابن أخيه « جلاديوس أنسا » وكان جندياً في عسكر الروم بفلسطين ، يذكر فيه أنه عاد مريضاً برومية يسمى بولس فأعجبه كلامه وقد كان بولس كلمه بالدعوة المسيحية ، وذكر له طرفاً من أخبار المسيح ودعوته .
ثم يذكر أنه ترك بولس ولم يره حتى سمع بعد حين أنه قتل في طريق « أوستى » ثم يسأل ابن أخيه أن يبحث عن أخبار هذا النبي الإسرائيلي الذي كان يذكره بولس ، وعن أخبار بولس نفسه ، ويكتب اليه ما بلغه من ذلك .
فكتب اليه « جلاديوس أنسا » بعد ستة أسابيع من معسكر الروم باورشليم :
__________________
(١) ولقد لام « شيلسوس » الفيلسوف في القرن الثاني النصارى في كتابه « الخطاب الحقيقي » على تلاعبهم بالأناجيل ، ومحوهم بالغد ما أدرجوه بالأمس ، وفي سنة ٣٨٤ م ، أمر البابا داماسيوس أن تحرر ترجمة لاتينية جديدة من العهدين القديم والحديث تعتبر قانونية في الكنائس وكان تيودوسيس الملك قد ضجر من المخاصمات الجدلية بين الأساقفة ، وتمت تلك الترجمة التي تسمى ( فولكانا ) وكان ذلك خاصاً بالأناجيل الأربعة : متى ومرقس ولوقا ويوحنا ، وقد قال مرتب تلك الأناجيل : ( بعد أن قابلنا عدداً من النسخ اليونانية القديمة رتبناها بمعنى أننا نقحنا ما كان فيها مغايراً للمعنى ، وأبقينا الباقي على ما كان عليه ) ، ثم إن هذه الترجمة قد ثبتها المجمع « التريدنتيني » سنة ١٥٤٦ أي بعدها بأحد عشر قرناً ، ثم خطأها سيستوس الخامس سنة ١٥٩٠ وأمر بطبع نسخ جديدة ، ثم خطأ كليمنضوس الثامن هذه النسخة الثانية أيضاً ، وأمر بطبعة جديدة منقحة هي الدارجة اليوم عند الكاثوليكيين ( تفسير الجواهر ـ الجزء الثاني ـ ص ١٢١ الطبعة الثانية ) .
(٢) وقد وجد هذا الانجيل بالخط الايطالي منذ سنين وترجمه إلى العربية الدكتور خليل سعادة بمصر وترجمه إلى الفارسية الحبر الفاضل « سردار كابلي » بإيران .