كنيسة « أياصوفيا » ) .
وادعى وراثة هذا المنصب الديني أعني رئاسة الكنيسة قياصرة روسيا لقرابة سببية كانت بينهم وبين قياصرة الروم ، وكانت الروس تنصرت في القرن العاشر الميلادي فصارت ملوك روسيا قسيسي كنيسة أرضهم غير تابعة لكنيسة روما ، وكان ذلك سنة ١٤٥٤ الميلادية .
وبقي الأمر على هذا الحال نحواً من خمسة قرون حتى قتل « تزار نيكولا » وهو آخر قياصرة الروسيا قتل هو وجميع أهل بيته سنة ١٩١٨ الميلادية بيد الشيوعيين فعادت كنيسة روما تقريباً إلى حالها قبل الانشعاب .
لكن الكنيسة في أثر ما كانت تحاول رؤسائها السلطة على جميع جهات حيوة الناس في القرون الوسطى التي كانت الكنيسة فيها في أوج ارتقائها وارتفاعها ثار عليها جماهير من المتدينين تخلصاً من القيود التي كانت تحملها عليهم الكنيسة .
فخرجت طائفة عن تبعية أحكام رؤساء الكنيسة والباباوات وطاعتهم مع البقاء على طاعة التعليم الإنجيلي على ما يفهمه مجامعهم ، ويقرره اتفاق علمائهم وقسيسهم وهؤلاء هم الأورثوذكس .
وطائفة خرجت عن متابعة كنيسة روما أصلاً فليسوا بتابعين في التعليم الإنجيلي لكنيسة روما ولا معتنين للأوامر الصادرة منها وهؤلاء هم البروتستانت .
فأنشعب العالم المسيحي اليوم إلى ثلاث فرق : الكاثوليك وهي التابعة لكنيسة روما وتعليمها ؛ والاورثوذكس وهي التابعة لتعليم الكنيسة دون نفسها ؛ وقد حدثت شعبتهم بحدوث الانشعاب في الكنيسة وخاصة بعد انتقال كنيسة قسطنطينية إلى مسكو بروسيا ( كما تقدم ) والبروتستانت ؛ وهي الخارجة عن تبعية الكنيسة وتعليمها جميعاً ، وقد استقلت طريقتهم وتظاهرت في القرن الخامس عشر الميلادي .
هذا إجمال ما جرى عليه امر الدعوة المسيحية في زمان يقرب من عشرين قرناً ، والبصير بالغرض الموضوع له هذا الكتاب يعلم أن القصد من ذكر جمل تاريخهم :
أولا
: أن يكون الباحث على بصيرة من التحولات التاريخية
في مذهبهم والمعاني التي يمكن أن تنتقل إلى عقائدهم الدينية بنحو التوارث أو السراية أو الانفعال بالامتزاج