وفي الكافي عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : ولله علی الناس حج البيت « إلخ » ، يعني به الحج والعمرة جميعاً لأنهما مفروضان .
أقول : ورواه العياشي في تفسيره ، وقد فسر الحج فيه بمعناه اللغوي وهو القصد .
وفي تفسير العياشي عن الصادق عليهالسلام : ومن كفر قال : ترك .
أقول : ورواه الشيخ في التهذيب ، وقد عرفت أن الكفر ذو مراتب كالإيمان ، وأن المراد منه الكفر بالفروع .
وفي الكافي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام في حديث قال : قلت : فمن لم يحج منا فقد كفر ؟ قال : لا ، ولكن من قال : ليس هذا هكذا فقد كفر .
أقول : والروايات في هذه المعاني كثيرة ، والكفر في الرواية بمعنى الرد ، والآية تحتمله ، فالكفر فيها بمعناه اللغوي وهو الستر على الحق ، وعلى حسب الموارد تتعين له مصاديق .
( بحث تاريخي )
من المتواتر المقطوع به أن الذي بنى الكعبة إبراهيم الخليل عليهالسلام وكان القاطنون حولها يومئذ ابنه إسماعيل وجرهم من قبائل اليمن وهي بناء مربع تقريباً وزواياها الأربع الى الجهات الأربع تتكسر عليها الرياح ولا تضرها مهما اشتدت .
ما زالت الكعبة على بناء إبراهيم حتى جددها العمالقة ثم بنو جرهم ( أو بالعكس ) كما مر في الرواية عن أمير المؤمنين عليهالسلام .
ثم لما آل أمر الكعبة الى قصي بن كلاب أحد أجداد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ( القرن الثاني قبل الهجرة ) هدمها وبناها فأحكم بنائها ، وسقفها بخشب الدوم وجذوع النخل وبنى إلى جانبها دار الندوة ، وكان في هذه الدار حكومته وشوراه مع أصحابه ، ثم قسم جهات الكعبة بين طوائف قريش فبنوا دورهم على المطاف حول الكعبة ، وفتحوا عليه أبواب دورهم .
وقبل البعثة بخمس سنين هدم السيل الكعبة
فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها