ترجمة سعيد بن العاص
ولي الكوفة بعد الوليد ، فلما دخلها أبى أن يصعد المنبر وأمر بغسله ، وقال : إن الوليد كان نجساً رجساً .
فلما اتصلت أيام سعيد بالكوفة ظهرت منه أمور منكرة ، فاستبد بالأموال حتى قال في بعض الأيام : إنما هذا السواد قطين لقريش . فقال له الأشتر : أتجعل ما أفاء الله علينا بضلال سيوفنا ومراكز رماحنا بستاناً لك ولقومك ؟!
ثم خرج الأشتر إلى عثمان في سبعين راكباً من أهل الكوفة ، فذكروا سوء سيرة سعيد بن العاص وسألوا عزله عنهم ، فمكث الأشتر وأصحابه أياماً لا يخرج لهم من عثمان في سعيد شيء ، وامتدت أيامهم بالمدينة .
وقدم على عثمان أمراؤه من الأمصار ،
منهم : عبد الله بن سعد بن أبي سرح من مصر ، ومعاوية من الشام ، وعبد الله بن عامر من البصرة ، وسعيد بن العاص من الكوفة فأقاموا بالمدينة أياماً لا يردهم إلى أمصارهم كراهة أن يرد سعيداً إلى الكوفة ، وكره أن يعز له حتى كتب إليه من بأمصارهم يشكون إليه كثرة الخراج وتعطيل الثغور ، فجمعهم عثمان وقال : ما ترون ؟ فقال معاوية : أما أنا فراضٍ بي جندي . وقال عبد الله بن عامر : ليكفك امرؤ ما قِبلك اكفك ما قبلي . وقال عبد الله بن سعد ، ليس بكثير عزل عامل للعامة