ترجمة مالك الأشتر
هو مالك ابن الحارث الأشتر النخعي ، أدرك النبي الأعظم ( ص ) وقد أثنى عليه كل من ذكره ، ولم أجد أحداً يغمز فيه (١) .
وكان فارساً شجاعاً رئيساً من أكابر الشيعة وعظمائها ، شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين ( ع ) ونصره ، وقال فيه بعد موته : رحم الله مالكاً ، فلقد كان لي كما كنت لرسول الله ( ص ) .
وقد روى المحدثون حديثاً يدل على فضيلةٍ عظيمة للأشتر رحمه الله ، وهي شهادة قاطعة من النبي ( ص ) بأنه مؤمن ـ وذكر قصة وفاة أبي ذر وقول رسول الله ( ص ) « ليموتنّ أحدكم بفلاةٍ من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين » . إلى أن قال : وكان النفر الذين حضروا موت أبي ذر بالربذة مصادفة جماعة ، منهم حِجرُ بن الأدْبرَ ، ومالكُ بن الحارث الأشتر (٢) .
وقد شهد أمير المؤمنين علي ( ع ) في حقه شهادات عالية تدل على عظمة هذا الرجل . من ذلك كتابه إلى أهل مصر :
« أما بعد ، فقد بعثت إليكم عبداً من عباد الله ، لا ينام أيام الخوف ،
__________________
(١) الغدير ٩ / ٣٨ .
(٢) شرح النهج ١٥ / ٩٩ ـ ١٠٠ راجع الرواية مفصلةً منقولة عن ابن عبد البر .