تحرّضين الناسَ عليه واليوم تبكينه (١) ! .
وأقام علي أياماً ، ثم أتاه طلحة والزبير فقالا : إنا نريد العمرَة ! فروي أنه قال لبعض أصحابه : والله ما أرادا العُمرَة ، ولكنهما أرادا الغدرة (٢) .
فخرج الزبير وطلحة إلى مكة ، وخرج معهما عبد الله بن عامر ـ ابن خال عثمان ـ فجعل يقول لهما : أبشرا فقد نلتما حاجتكما ، والله لأمدّنّكما بمائة ألف سيف .
وقدموا مكة وبها يومئذٍ عائشة ، وحرّضوها على الطلب بدم عثمان ، وكان معها جماعةٌ من بني أمية ، فلما علمت بقدوم طلحة والزبير فرحت بذلك واستبشرت وعزَمت على ما أرادت من أمرها (٣) وأمرت فعُمِلَ لها هودجٌ من حديد وجُعل فيه موضع عينيها ، ثم خرجت ومعها الزبير وطلحة وعبد الله بن الزبير ، ومحمد بن طلحة (٤) .
وقدم يعلى بن منبه من اليمن ـ وقد كان عاملاً عليها من قِبَل عثمان ـ وأعطى عائشة وطلحة والزبير أربعمائة ألف درهم وكراعاً وسلاحاً ، وبعث إلى عائشة بالجمل المسمى عسكراً (٥) .
وأرادوا الشام ، فصدّهم ابنُ عامر وقال : إن به معاوية ولا يَنقَادُ إليكم ولا يُطيعكم ، ولكن هذه البصرة لي بها صنائعُ وعُدد ، فجهّزهم بألف ألف درهم ومائة من الإِبل وغير ذلك (٦) .
__________________
(١) الإمامة والسياسة ٥١ ـ ٥٢ ـ ١٤٧ .
(٢) الإمامة والسياسة ١٤٧ .
(٣) اليعقوبي ٢ / ١٨٠ .
(٤) و (٥) الفتوح ٢ / ٢٧٦ ـ ٢٧٩ .
(٦) مروج الذهب ٢ / ٣٥٧ .