لعبد الله علي أمير المؤمنين من أم سلمة بنت أبي أميّة ، سلام عليك ورحمة الله وبركاته أما بعد : فان طلحة والزبير وعائشة وبنيها بني السوء وشيعة الضلال ، خرجوا مع ابن الجزار عبد الله بن عامر إلى البصرة يزعمون أن عثمان بن عفان قُتل مظلوماً ، وأنهم يطلبون بدمه ، واللهُ كافيكم ، وجعلَ دائرة السوءِ عليهم إن شاء الله تعالى ، وتالله لولا ما نهى الله عزَّ وجلّ عنه من خروج النساء من بيوتهن وما أوصى به رسول الله ( ص ) عند وفاته لشخصتُ معك ، لكن قد بعثتُ إليك بأحب الناس إلى النبي ( ص ) ابني عمرُ بن أبي سلمة ، والسلام .
فجاء عمر بن أبي سلمة إلى علي رضي الله عنه ، فصار معه وكان له فضل وعبادة وعقل . فانشأ رجل من أصحاب علي رضي الله عنه يمدح أم سلمة وهو يقول أبياتاً جاء فيها :
ثم قالت إذ رأتْ من أختها |
|
ما رأتْ والخيرُ قدماً بقدرْ |
لابنها إإت علياً إنه |
|
أفضل الناس جميعاً يا عمر |
وقالت امرأة من نساء بني عبد المطلب تمدحها بأبيات جاء فيها :
أطعتِ علياً ولم تنقُضي |
|
كما نقضت أمنا عائشة |
أتاها الزبير بأمنيةٍ |
|
وطلحة بالفتنة الناهشة (١) |
حين علم عليُّ ( ع ) بذلك دعا محمد ابن أبي بكر ( رضي الله عنه ) وقال له : ألا ترى إلى أختك عائشة كيف خرجت من بيتها الذي أمرها الله عزَّ وجلّ أن تقرّ فيه وأخرجت معها طلحة والزبير يريدان البصرة لشقاق وفراق ؟ .
فقال له محمد : يا أمير المؤمنين ، لا عليك فان الله معك ولن نخذلك
__________________
(١) هامش الفتوح ٢ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ .