طالب وادن مني لترى أينا يقتل صاحبه ! ثم أنشد شعراً ، فأجابه علي ( ع ) والتقوا للضرب فبادره عبد الله بن خلف بضربة دفعها علي بجحفته ، ثم انحرف عنه علي فضربه ضربةً رمى بيمينه ، ثم ضربه أخرى فأطار قحف رأسه .
ثم رجع علي إلى أصحابه ، وخرج مبارز بن عوف الضبي من أصحاب الجمل وجعل يقول شعراً ، قال : فخرج إليه عبد الله بن نهشل من أصحاب علي مجيباً له على شعره ، ثم حمل على الضبي فقتله ، فخرج من بعد الضبي ابن عمه ثور بن عدي وهو ينشد شعراً فخرج إليه محمد بن أبي بكر مجيباً له وهو يقول شعراً . ثم شد عليه محمد بن أبي بكر فضربه ضربةً رمى بيمينه ، ثم ضربه ثانيةً فقتله .
قال : فغضبت عائشة وقالت : ناولوني كفاً من حصباء ، فناولوها فحصبت بها أصحاب علي وقالت : شاهت الوجوه . فصاح بها رجل من أصحاب علي رضي الله عنه ، وقال : يا عائشة ! وما رميت أذ رميتِ ولكن الشيطان رمى ، ثم جعل يقول شعراً :
قد جئتِ يا عيش لتعلمينا |
|
وتنشر البرد لتهزمينا |
وتقذفي الحصباء جهلاً فينا |
|
فعن قليل سوف تعلمينا |
« مقتل طلحة بن عبيد الله »
وجعل طلحة ينادي بأعلى صوته : عباد الله
الصبر الصبر ! إن بعد الصبر النصر والأجر قال : فنظر إليه مروان بن الحكم فقال لغلام له : ويلك يا غلام ! والله إني لأعلم أنه ما حرّض على قتل عثمان يوم الدار أحد كتحريض طلحة ولا قتله سواه ! ولكن استرني فأنت حر ؛ قال : فستره الغلام ، ورمى مروان بسهم مسموم لطلحة بن عبيد الله فأصابه به ، فسقط طلحة لما به وقد أُغمي عليه ، ثم أفاق فنظر إلى الدم يسيل منه فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أظن والله أننا عُنينا بهذه الآية ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا