ونحن لهم فيما يزعمون قطين (١) .
الإِمام يدعو إلى المسير
فقام علي خطيباً على منبره وجعل يحرض الناس ويأمرهم بالمسير إلى صفين ، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه : « سيروا إلى أعداء الله ، سيروا إلى أعداء السنن والقرآن ، سيروا إلى بقية الأحزاب ، قتلة المهاجرين والأنصار .
هذا ، وقد تقاعس نفر عن الإِستجابة ، منهم حنظلة بن الربيع ، وقد هرب فيما بعد إلى معاوية ، ولحقه أناس من قومه ، فأمر علي ( ع ) بداره فهدمت (٢) .
بين علي ( ع ) وأبي زبيب
ودخل أبو زبيب بن عوف على علي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لئن كنا على الحق لأنت أهدنا سبيلاً ، وأعظمنا في الخير نصيباً ، ولئن كنا في ضلالةٍ إنك لأثقلنا ظهراً وأعظمنا وزراً ، أمرتنا بالمسير إلى هذا العدو وقد قطعنا ما بيننا وبينهم من الولاية ، وأظهرنا لهم العدواة نريد بذلك ما يعلم الله من طاعتك ، وفي أنفسنا من ذلك ما فيها ، أليس الذي نحن عليه الحق المبين والحوب الكبير ؟ » .
فقال علي : « بلى ، شهدت أنك إن مضيت معنا ناصراً لدعوتنا ، صحيح النية في نصرتنا ، قد قطعت منهم الولاية ، وأظهرت لهم العدواة كما زعمت ، فانك ولي الله تسيح في رضوانه ، وتركض في طاعته ، فأبشر أبا زبيب » .
فقال له عمار بن ياسر : أثبت أبا زبيب ولا تشك في الأحزاب عدو الله ورسوله .
__________________
(١) القطين : الخدم والأتباع والحشم والمماليك .
(٢) راجع كتاب صفين / ٩٥ ـ ٩٧ .