|
خذها إليك واعْلمن أبا حسن |
|
فأجابه شاعر من أهل العراق :
ألا احذروا في حربكم أبا حسَن |
|
ليثاً أبا شبلين محذوراً فَطِنْ |
يدقكم دق المهاريس الطحن |
|
لتُغْبَنَن يا جاهلاً أي غَبَنْ |
|
حتى تعضَّ الكف أو تقرعَ سِنْ |
|
ـ بداية الحرب ـ
من عادة علي ( ع ) عند الحرب أن يدعوَ ببغلةٍ يركبها ، فلما أوشكت الحرب أن تقع في صفين قال : إإتوني بفرس ، فأتي بفرس له ذَنُوبْ ، أدهم يُقَادُ بشِنْطَيَنْ ، يبحث الأرض بيديه جميعاً ، له حَمْحَمَةٌ وصهيل فركبه وقال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وكان ( ع ) إذا سار إلى قتال ذكر إسم الله ثم يستقبل القبلة ويرفع يديه إلى السماء ويقول : « اللهم إليك نُقِلَتِ الأقدام ، وأتعبت الأبدانُ ، وأفْضِتِ القلوبُ ، ورُفِعَتِ الأيدي وشخَصَتِ الأبصار ، ربنا إفتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خيرُ الفاتحين » . ثم يقول : سيروا على بركة الله . ثم يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، يا الله يا أحد يا صمد ، يا ربَّ محمد ، أكفُفْ عنّا بأس الظالمين .
ويُروى عنه ( ع ) : ما كان في قتال إلا ونادى : « يا كهيعص » . وكان شعاره في الحرب ، الله أكبر ، ثم يحملُ فيُورِدُ ـ والله ـ من إتّبعه ومن حادّهُ حياض الموت (١) .
« دعاؤه يوم صفين »
أما في صفين ، فكان له دعاء آخر يرويه زيد بن وهب ، قال : لما
__________________
(١) شرح النهج ٥ / ١٧٥ ـ ١٧٧ .