وظن حُرَيْث أن عمراً نصيحه |
|
وقد يُهْلكُ الإنسان من لا يحاذر |
قال نصر بن مزاحم : فلما قتل حريث ، برز عمرو بن الحصين السكسكي ، فنادى : يا أبا الحسن هلم الى المبارزة ، فأومأ ( ع ) إلى سعيد بن قيس الهمداني ، فبارزه فضربه بالسيف فقتله .
وكان لهمدان بلاء عظيم في نصرة علي ( ع ) في صفين ، ومن الشعر الذي لا يُشَكُّ أن قائله علي ( ع ) لكثرة الرواة له :
دعوتُ فلباني من القوم عصبةٌ |
|
فوارسُ من همدان غير لئامِ |
فوارس من همدان ليسوا بعزّلٍ |
|
غداة الوغىٰ من شاكرٍ وشبام |
بكل رديني وعضبٍ تخاله |
|
إذا اختلف الأقوام سعدَ جذام |
لهمدان أخلاق كرامٌ تزينهم |
|
وبأسٌ إذا لاقوا وحدّ خصام |
وجدٌّ وصدق في الحروب ونجدة |
|
وقول إذا لاقوا بغير أثام |
متى تأتهم في دارهم تستضيفهم |
|
تَبتْ ناعماً في خدمة وطعام |
جزى الله همدان الجنانَ فإنها |
|
سهام العدى في كل يوم زُحام |
ولو كنت بواباً على باب جنةٍ |
|
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام |
ثم قام علي ( ع ) بصفين ونادى : يا معاوية ! يكررها . فقال معاوية : سلوه ما شأنه ؟ قال : أحب أن يظهر لي فأكلمه كلمة واحدة ، فبرز معاوية وعمرو بن العاص فلما قارباه ، لم يلتفت إلى عمرو ، وقال لمعاوية : ويحك ؛ علام يقتتل الناس بيني وبينك ؟ ويضرب بعضهم بعضاً ؟؟ أبرز إلي ، فأينا قتل صاحبه فالأمر له !
فالتفت معاوية إلى عمرو فقال : ما ترى يا أبا عبد الله ؟ قال : قد أنصفك الرجل ، واعلم أنك إن نكلت عنه لم يزل سبَّةً عليك وعلى عقبك ما بقي على ظهر الأرض عربي .
فقال معاوية : يا بن العاص ، ليس مثلي
يُخْدَعُ عن نفسه . والله ما بارز