قال ذو الكلاع : ويحك ، علام تمنّىٰ ذلك منا ، فوالله ما قطعتك فيما بيني وبينك قط ، وان رحمك لقريبة وما يسرني أن أقتلك .
قال أبو نوح : إن الله قطع بالإِسلام أرحاماً قريبةً ، ووصل به أرحاماً متباعدةً ، واني أقاتلك وأصحابك لأنا على الحق وأنتم على الباطل .
قال ذو الكلاع : فهل تستطيع أن تأتي معي صف أهل الشام . فأنا لك جارٌ منهم حتى تلقى عمرو بن العاص فتخبره بحال عمّار وجدَّه في قتالنا لعله أن يكون صلح بين هذين الجندين .
فقال أبو نوح : إنك رجل غادر وأنت في قوم غدر ، وان لم ترد الغدر أغدروك واني أن أموت أحب إلي أن أدخل مع معاوية ! فألح عليه ذو الكلاع وكرّر عليه ما قاله أولاً ، وقال له : أنا لك بما قلت زعيم .
قال أبو نوح : اللهم انك ترى ما أعطاني ذو الكلاع ، وأنت تعلم ما في نفسي فاعصمني واختر لي وانصرني وادفع عني . ثم سار مع ذي الكلاع حتى أتى عمرو بن العاص وهو عند معاوية وحوله الناس وعبد الله بن عمرو يحرض الناس على الحرب ، فلما وقفا على القوم ، قال ذو الكلاع لعمرو : يا أبا عبد الله ، هل لك في رجل ناصحٍ لبيب مشفق يخبرك عن عمار بن ياسر فلا يكذبك ؟ قال : ومن هو ؟ قال : هو ابن عمي هذا وهو من أهل الكوفة . فقال عمرو : أرى عليك سيماء أبي تراب . فقال أبو نوح : علي سيماء محمدٍ وأصحابه ، وعليك سيماء أبي جهل وفرعون !
فقام ابو الأعور ، فسلَّ سيفه وقال : لا أرى هذا الكذاب اللئيم يسبّنا بين أظهرنا وعليه سيماء أبي تراب .
فقال ذو الكلاع : اقسم بالله ، لئن بسطت يدك إليه لأحطمن أنفك بالسيف ! ابن عمي وجاري عقدت له ذمتي وجئت به إليكم ليخبركم عما تماريتم فيه .
فقال له عمرو : يا أبا نوح اذكرك الله
إلا ما صدقتنا ولم تكذبنا ، فيكم