حملة عليّ ( ع ) (١)
ثم إن علياً أمر الناس أن يحملوا على أهل الشام وذلك بعد استشهاد
__________________
(١)(*) قال معاوية يوماً بعد إستقرار الخلافة له لعمرو بن العاص : يا أبا عبد الله لا أراك إلا ويغلبني الضحك ، قال : بماذا ؟ قال : أذكر يوم حمل عليك أبو تراب في صفين فأزريت نفسك فرقاً من شبا سنانه ، وكشفت سوأتك له .
فقال عمرو : أنا أشد منك ضحكاً ، إني لا أذكر يوم دعاك إلى البراز فانتفخ سحرك وربا لسانك في فمك ، وغصصت بريقك ، وارتعدت فرائصك ، وبدا منك ما أكره ذكره . فقال معاوية : لم يكن هذا وكيف يكون ودوني عِكٌّ والأشعريون !
قال : إنك تعلم أن الذي وصفتُ دون ما أصابك ، وقد نزل ذلك بك ودونك عِكٌّ والأشعريون ، فكيف كانت حالك لو جمعكما مأقطّ الحرب ؟!
فقال : يا أبا عبد الله ، خض بنا الهزل إلى الجد ، إن الجبن والفرار من عليٍّ لا عار على أحد فيهما .
وذكر أبو عمر في الإِستيعاب :
أن بسراً كان من الأبطال الطغاة ، وكان مع معاوية بصفين ، فأمره أن يلقى علياً ( ع ) في القتال ، وقال له : إني سمعتك تتمنى لقاءه ، فلو أظفرك الله به وصرعته حصلت على الدنيا والآخرة ، ولم يزل يُشجعه ويمنّيه حتى رأى علياً في الحرب ، فقصده والتقيا ، فصرعه علي ( ع ) وعرض له معه مثلما عرض له مع عمرو بن العاص في كشف السوأة .
قال أبو عمرو : إن بسر بن أرطأة بارز علياً يوم صفين ، فطعنه علي فصرعه ، فانكشف له فكفَّ عنه كما عرض له مثل ذلك مع عمرو بن العاص وقد أكثر الشعراء في ذلك ، ومنهم الحارث بن النضر الخثعمي حيث يقول :
(١) شرح النهج ٨ / ٥٤ .