الحصار في الشعب
حيث يئس المشركون من الوصول إلى محمد ( ص ) لقيام أبي طالب دونه ، أجمعوا على أن يكتبوا بينهم وبين بني هاشم صحيفة مقاطعة يتعاقدون فيها على أن لا يناكحوهم ولا يبايعونهم ولا يجالسوهم ! فكتبوها وعلقوها في جوف الكعبة تأكيداً على أنفسهم فلما فعلوا ذلك إنحاز بنو هاشم وبنوا المطلب فانضموا كلهم إلى أبي طالب ودخلوا معه الشعب فاجتمعوا إليه ما عدا أبي لهب فانه خرج إلى قريش وظاهرها على قومه .
إستمر الحصار مضروباً زهاء ثلاث سنوات
مما أضر ببني هاشم فضاق عليهم الأمر حتى أنهم عدموا القوت إلا ما كان يحمل إليهم سراً وخفيةً ، وأخافتهم قريش حتى لم يكن يظهر منهم أحد ولا يدخل إليهم أحد وكان ذلك أشد ما لاقاه رسول الله ( ص ) في دعوته في مكة . حتى أن حكيم بن حزام حمل قمحاً لعمته خديجة فلقيه أبو جهل وأراد منعه من ذلك وقال له : أتحمل الطعام إلى بني هاشم ، والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك في مكة : فأقبل العاص بن هشام فقال : ما لك وإياه ؟ قال : إنه يحمل الطعام إلى بني هاشم ! فقال العاص : يا هذا إن طعاماً كان لعمته عنده بعثته إليه فيه ، أفتمنعه أن يأتيها بطعامها ؟ خلّ سبيل الرجل ! فأبى أبو جهل حتى نال كلٌّ منهما من صاحبه ، فأخذ العاص لحى بعير فضربه به فشجه ووطأه وطأً شديداً