الروح الأمين بالتنزيل من عند رب العالمين .
قالت : وعليك السلام ، ممن أنت يا هذا ؟
ـ : من العرب أقبلت إلى أبيك سيد البشر مهاجراً من شقة ، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد ، جائع الكبد ، فارحميني يرحمك الله !
وكان لعلي وفاطمة ثلاثاً ما طعموا منها طعاماً ، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرض كان ينام عليه الحسن والحسين فقالت : خذ هذا أيها الطارق عسى الله أن يتيح لك ما هو خير منه .
فقال : يا بنت محمد ، أنا شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش ، فما أنا صانع به مع ما أجد من السغب ؟! فعمدت فاطمة ( ع ) إلى عقد في عنقها أهدتها إياه فاطمة بنت عمها الحمزة ، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي وقالت : خذه وبعه فعسى الله أن يعوضك بما هو خير لك منه .
أخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد النبي ( ص ) والنبي جالس ومعه أصحابه فقال :
يا رسول الله ، أعطتني فاطمة هذا العقد وقالت : بعه .
فقال النبي ( ص ) : بعه ، وكيف لا يصنع الله لك به خيراً وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد ؟ سيدة بنات آدم .
فقام عمار بن ياسر وقال : يا رسول الله ، أتأذن لي بشراء هذا العقد ؟
فقال ( ص ) : إشتره يا عمار ، فلو إشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار !!
قال عمار : بكم تبيع هذا العقد يا أعرابي ؟
الأعرابي : بشبعةٍ من الخبز واللحم ، وبردةٍ يمانية أستر بها عورتي وأصلي لربي ، ودينار يبلغني أهلي .
عمار : لك عشرون ديناراً ، ومائتا درهم
هجرية ، وبردة يمانية ، وراحلة تبلغك أهلك ، وشبعك من الخبز واللحم . وكان عمار قد باع سهمه