سياق الاستدلال يكون ظاهراً في ذلك في كثير من الحالات فيدلّ على حجية ظهورات الكتاب في نفسها.
وثانياً ـ انَّ جملة منها قد سيق الاستدلال فيها مساق تعليم الآخرين وإحالتهم على الظواهر القرآنية ، كما في قوله عليهالسلام في رواية عبد الأعلى ( هذا وأمثاله يعرف من كتاب الله ما جعل عليكم في الدين من حرج امسح على المرارة ). فيكون صريحاً في حجية الظهور القرآني لغير الإمام عليهالسلام أيضا.
وامَّا الاتجاه الثاني في إسقاط حجية الظهور القرآني فهو الاتجاه الّذي يمنع عن أصل انعقاد الظهور للآيات القرآنية لإجمالها امَّا ذاتاً أو عرضاً ومن جهة علم إجمالي بالخلاف.
امَّا الإجمال الذاتي ـ فقد يقرب بأنَّ الآيات الكريمة قد قصد منها أَنْ تكون مبهمة مجملة لا يتيسّر للإنسان الاعتيادي فهمه إِلاّ بالرجوع إلى الأئمة عليهمالسلام ولو بنكتة ربط الأمة بهم.
وأُخرى يقرب بأنَّ هذا الإجمال وعدم تيسر الفهم للإنسان الاعتيادي طبيعي ناشئ من عظمة الكتاب وعظمة صاحبه ودقة مضامينه ، فإنَّا نجد انَّ كتاب عالم اعتيادي كإقليدس مثلاً لا يفهمه الناس العاديين لكونه مشتملاً على مطالب دقيقة تفوق مستوى أذهان العوام فما ظنَّك بكتاب الله سبحانه؟ فمقتضى التناسب أَنْ يتعذّر فهمه على غير الأوصياء عليهمالسلام.
وكلا التقريبين عليلان.
أمَّا الأول فواضح ، إذ كيف يتصوّر انَّ حكيماً يأتي بكتاب ليهدي به الناس ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويغير من طرائق سلوكهم وحياتهم ثمّ يعتمد في أَنْ يلغز فيه ويجعله بحيث لا يفهمه الناس مع انَّه يريد به أَنْ يثبت حقانيّة المرسِل والمرسَل به ورسالته فانَّ أهم معجزة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انَّما هو القرآن الكريم ، فإذا فرض الإجمال والإبهام والإلغاز فيه فكيف يتوصّل بذلك إلى كلّ هذه النتائج ، ومنه يعرف انَّ مسألة ربط الأُمة بالأئمة لا يكون إِلاّ مع فرض حجية الكتاب في المرتبة السابقة والاعتراف بمعجزيّته فربطهم بهم لا يحتاج إلى أَنْ يكون الكتاب ملغزاً مبهماً بل الحاجة إِليهم ثابتة