حجيّة الأخبار
الخبر ينقسم إلى خبر علمي مفيد لليقين الحقيقي أو العرفي والاطمئنان ، وخبر غير علمي ، والأول أوضح مصاديقه الخبر المتواتر. والثاني هو خبر الواحد في اصطلاحهم والكلام في حجيته اتجه عندهم نحو القسم الثاني إذ الأول بعد ان كان قطعياً لم يبق معنى للبحث عن حجيته فان القطع حجة بذاته. ولكن مع ذلك نرى من المناسب التكلم في الخبر المتواتر لتشخيص كيفية إيجابه للعلم وتحصيل الميزان الفني له ولو في الجملة لكي يؤدي إلى اتخاذ الاختيارات المناسبة في فروع بحث التواتر الّذي انساقت كلماتهم إليه عرضاً من التواتر الإجمالي والمعنوي ، فان تلك الاختيارات سوف تكون أكثر سداداً وصواباً حيثما نبحث أولا حقيقة التواتر وكيفية افادته لليقين.
وقد عرّف الخبر المتواتر أو القضية المتواترة بأنها اجتماع عدد كبير من المخبرين على قضية بنحو يمتنع تواطؤهم على الكذب نتيجة كثرتهم العددية ، وهذا التعريف بتحديده وتمحيصه يرجع إلى انَّ القضية المتواترة دليليتها تنحلّ إلى صغرى وكبرى.
أمَّا الصغرى ، فهي اجتماع عدد كبير على الاخبار بقضية معينة. وامَّا الكبرى