الإناء الأحمر تفصيلا إذ سوف يكون نجسا سواء كان الإناء الآخر نجسا أم لا.
وفيه : ليس مقصود المحقق العراقي ان الجامع لو وجد في هذا الطرف فهو معدوم في الطرف الآخر ، كيف وقد يكون كلا الطرفين نجسا واقعا ، وانما المقصود ان المعلوم بالعلم الإجمالي والمنكشف به يستحيل ان يكون أكثر من واحد بنحو مفاد النكرة لا اسم الجنس فنشير إلى ذلك الواحد المعلوم بما هو معلوم ونقول انه إذا كان في هذا الطرف فليس في الطرف الآخر وبالعكس وهذا صحيح في المقام الا ان انطباقه موقوف على تحقيق تلك النكتة التي أشرنا إليها من ان المعلوم الإجمالي إذا كان فيه خصوصية محتملة الآباء عن الانطباق على الفرد المعلوم تفصيلا أمكن إيجاد القضية المنفصلة هذه والا لم يمكن ذلك وكان ذلك الجامع المعلوم إجمالا معلوم الانطباق على الفرد المعلوم تفصيلا فينحل العلم الإجمالي بالبرهان المتقدم ، فملاك الانحلال ونكتته يتخلص في تحقيق هذه النقطة الجوهرية وهي انه هل توجد للمعلوم الإجمالي خصوصية محتملة الآباء عن الانطباق في الفرد أم لا فيكون المعلوم الإجمالي بحده المعلوم به مقطوع الانطباق على الفرد.
والوجوه المتقدمة لم تتصد للبرهنة على هذه النقطة الجوهرية ، وفي قبال تلك الوجوه وجوه وتقريبات لعدم الانحلال يمكن اقتناصها من كلمات مدرسة المحقق العراقي ( قده ) لا بأس بالتعرض إليها قبل تحقيق الفذلكة الحقيقة للانحلال.
الوجه الأول ـ دعوى الوجدان وانه شاهد بوجود علمين ، والغريب ان كلا الطرفين استند في إثبات مدعاه إلى دعوى الوجدان.
والصحيح على ما يأتي هو التفصيل ، فالوجدان في مورد يقتضي البرهان الانحلال شاهد على الانحلال ، والوجدان في مورد يقتضي البرهان عدم الانحلال شاهد على عدم الانحلال على ما سوف يظهر.
الوجه الثاني ـ اننا نثبت بقاء العلم الإجمالي بإثبات لازمه وهو احتمال انطباق الجامع المعلوم بالإجمال على الطرف الآخر غير المعلوم تفصيلا ، فان هذا الاحتمال موجود وجدانا وهو دليل عدم الانحلال إذ مع الانحلال يستحيل هذا الاحتمال فالركن الثاني للعلم الإجمالي موجود.
وفيه ـ ان مجرد احتمال انطباق الجامع لا يكفي بل لا بد من إثبات اتحاد حده بما هو