أَخبارُ الطّرح
ونقصد بأخبار الطرح الروايات المستفيضة التي تأمر بعرض الحديث على الكتاب والأخذ بما وافقه وطرح ما خالفه. وقد وردت هذه الأخبار بألسنة مختلفة بالإمكان تصنيفها إلى ثلاث طوائف نبحث عنها تباعاً.
الطائفة الأولى ـ ما ورد بلسان الاستنكار والتحاشي عن صدور ما يخالف الكتاب من المعصومين عليهمالسلام.
ومن نماذج هذه الطائفة رواية أيوب بن حمر قال : « سَمِعتُ أبَا عَبدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : كُلّ حَدِيثٍ مَردُود إلى الكِتَابِ وَالسّنّةِ وَكُلّ شَيءٍ لا يُوَافِقُ كِتَابَ اللهِ فَهُوَ زُخرُفٌ » (١).
ومثلها رواية أيوب بن راشد عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « مَا لَم يُوَافِق مِنَ الحَدِيثِ القُرآنَ فَهُوَ زُخرُفٌ » (٢) وهما صحيحتان سنداً.
والتعبير بالزخرف فيهما يجعلهما من أمثلة هذه الطائفة الدالة على التحاشي عن صدور ما يخالف الكتاب منهم.
ومن نماذج هذه الطائفة أيضا رواية هشام بن الحكم وغيره عن أبي
__________________
(١) وسائل الشيعة باب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٢) وسائل الشيعة باب ٩ من أبواب صفات القاضي.