عن أبي أيوب قال : « حَدّثَني سَلَمَةُ بنُ مُحرَز أنّهُ كَانَ يَتَمَتّعُ حَتّى إذا كَانَ يَومُ النّحرِ طافَ بالبَيتِ وَالصّفا وَالمَروَةِ ، ثمّ رَجَعَ إلى مِنَى وَلَم يَطُف طَوافَ النّسَاءِ فوَقَعَ عَلى أهلِهِ ، فَذَكَرَهُ لأصحَابِهِ فَقَالُوا : فُلانٌ قَد فَعَلَ مِثلَ ذلِكَ فَسَألَ أبَا عَبدِ الله عليهالسلام فَأمَرَهُ أن يَنحَرَ بدنَةً. قَالَ سَلَمَة : فَذَهَبتُ إلى أبي عَبدِ اللهِ عليهالسلام فَسَألتُهُ ، فَقَالَ : لَيسَ عَلَيكَ شَيءٌ. فَرَجَعتُ إلى أصحَابي فَأخبَرْتُهُم بِمَا قَالَ لي. قَالَ : فَقَالُوا : اتّقاكَ وَأعطاكَ مِن عَينٍ كَدِرَة. فَرَجَعتُ إلى أبي عَبدِ اللهِ ، فَقُلتُ : إنّي لَقيتُ أصحابي فَقَالُوا : اتّقَاكَ ، وَقَد فَعَلَ فُلانٌ مِثلَ مَا فَعَلتَ فَأمَرَهُ أن يَذبَحَ بدنَةً ، فَقَالَ عليهالسلام صَدَقُوا ، ما اتّقَيتُكَ ، وَلَكِن فُلانٌ فَعَلَهُ مُتَعَمّداً وَهُوَ يَعلَم ، وَأنتَ فَعَلْتَهُ وَأنتَ لا تَعلَمُ ، فَهَل كَانَ بَلَغَكَ ذلِكَ ، قَالَ : قُلتُ لا وَاللهِ مَا كَانَ بَلَغَني. فَقَالَ : لَيسَ عَلَيكَ شَيءٌ » (١).
ومن جملة ما كان سبباً لحصول الاختلاف والتعارض بين الأحاديث أيضا ، عملية الدس بينها والتزوير فيها التي قام بها بعض المغرضين والمعادين لمذهب أهل البيت عليهمالسلام ، على ما ينقله لنا التأريخ وكتب التراجم والسير.
وقد وقع كثير من ذلك في عصر الأئمة أنفسهم على ما يظهر من جملة من الأحاديث التي وردت تنبه أصحابهم إلى وجود حركة الدس والتزوير فيما يروون عنهم من الأحاديث. فهذا محمد بن عيسى بن عبيد يروي لنا عن يونس ابن عبد الرحمن « أنّ بَعضَ أصحَابِنَا سَألَهُ وَأنَا حَاضِرٌ ، فَقَالَ لَهُ : يا أبَا مُحَمّدٍ مَا أشَدّكَ في الحَدِيثِ وَأكثَرَ إنكَاركَ لِمَا
__________________
(١) وسائل الشيعة ب ـ ١٠ ـ من أبواب كفارات الاستمتاع.