التأمل في الاحكام والقوانين والرسوم الدائرة بين الامم الحاضرة والقرون الخالية ، ثم البحث عن السعادة الإنسانية ، وتطبيق النتيجة على المحصل من مذاهبهم ومسالكهم حتى نزن به مكانته ومكانتها ، ونميز به روحه الحية الشاعرة من أرواحها ، وهذا هو الموجب للرجوع إِلى تواريخ الملل وسيرها ، واستحضار ما عند الموجودين منهم من الخصائل والمذاهب في الحياة .
ولذلك فإِنا نحتاج في البحث عما يراه الإسلام ويعتقده في .
١ ـ هوية المرأة والمقايسة بينها وبين هوية الرجل .
٢ ـ وزنها في الاجتماع حتى يعلم مقدار تأثيرها في حياة العالم الانساني .
٣ ـ حقوقها والاحكام التي شرعت لاجلها .
٤ ـ الأساس الذي بنيت عليه الأحكام المربوطة بها .
إِلى استحضار ما جرى عليه التاريخ في حياتها قبل طلوع الإسلام وما كانت الامم غير المسلمة يعاملها عليه حتى اليوم من المتمدنة وغيرها ، والاستقصاء في ذلك وإِن كان خارجاً عن طوق الكتاب ، لكنا نذكر طرفاً منه :
( حياة المرأة في الاُمم غير المتمدنة )
كانت حياة النساء في الامم والقبائل الوحشية كالامم القاطنين بإِفريقيا وأُستراليا والجزائر المسكونة بالاوقيانوسية وامريكا القديمة وغيرها بالنسبة إِلى حياة الرجال كحياة الحيوانات الأهلية من الانعام وغيرها بالنسبة الى حياة الانسان .
فكما أن الانسان لوجود قريحة الاستخدام فيه يرى لنفسه حقا أن يمتلك الأنعام وسائر الحيوانات الأهلية ويتصرف فيها كيفما شاء وفي أي حاجة من حوائجه شاء ، يستفيد من شعرها ووبرها ولحمها وعظمها ودمها وجلدها وحليبها وحفظها وحراستها وسفادها ونتاجها ونمائها ، وفي حمل الأثقال ، وفي الحرث ، وفي الصيد ، إِلى غير ذلك من الأغراض التي لا تحصى كثرة .
وليس لهؤلاء العجم من الحيوانات من
مبتغيات الحياة وآمال القلوب في المأكل