* * *
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ـ ٢٥٥ .
( بيان )
قوله تعالى : الله لا إِله إِلا هو الحي القيوم ، قد تقدم في سورة الحمد بعض الكلام في لفظ الجلالة ، وانه سواء أُخذ من أله الرجل بمعنى تاه ووله أو من أله بمعنى عبد فلازم معناه الذات المستجمع لجميع صفات الكمال على سبيل التلميح .
وقد تقدم بعض الكلام في قوله تعالى : لا إِله إِلا هو ، في قوله تعالى : « وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ » البقرة ـ ١٦٣ ، وضمير هو وان رجع الى اسم الجلالة لكن اسم الجلالة لما كان علماً بالغلبة يدل على نفس الذات من حيث انه ذات وان كان مشتملاً على بعض المعاني الوصفية التي يلمح باللام أو بالاطلاق اليها ، فقوله : لا اله الا هو ، يدل على نفي حق الثبوت عن الآلهة التي تثبت من دون الله .
واما اسم الحي فمعناه ذو الحياة الثابتة على وزان سائر الصفات المشبهة في دلالتها على الدوام والثبات .
والناس في بادىء مطالعتهم لحال
الموجودات وجدوها على قسمين : قسم منها لا يختلف حاله عند الحس ما دام وجوده ثابتاً كالأحجار وسائر الجمادات ، وقسم منها ربما تغيرت حاله وتعطلت قواه وافعاله مع بقاء وجودها على ما كان عليه عند الحس ، وذلك كالانسان وسائر اقسام الحيوان والنبات فإِنا ربما نجدها تعطلت قواها ومشاعرها
وافعالها ثم يطرأ عليها الفساد تدريجاً ، وبذلك أذعن الانسان بان هناك وراء الحواس
امراً آخر هو المبدأ للاحساسات والادراكات العلمية والافعال المبتنية على العلم
والارادة