فقال له : ما وراك؟ قال : الهدى ، فحدّثه بالقصّة ، ثمّ لقي المفضّل بن عمر وأبا بصير فدخلوا عليه وسلّموا وسمعوا كلامه وسألوه ثمّ قطعوا عليه ، ثمّ لقي هشام الناس أفواجا فكان كلّ من دخل عليه قطع عليه إلاّ طائفة مثل عمّار الساباطي وأصحابه ، فبقي عبد الله لا يدخل عليه إلاّ قليل من الناس ، فلمّا علم عبد الله أن هشاما هو السبب في صدّ الناس عنه أقعد له بالمدينة غير واحد ليضربوه
(١).
وبقي عبد الله مصرّا على دعوى الإمامة الى أن مات ، وما كانت أيامه بعد أبيه إلاّ سبعين يوما ، فلمّا مات رجع الباقون الى القول بإمامة أبي الحسن عليهالسلام إلاّ شاذا منهم (٢) وهم الذين لزمهم لقب الفطحيّة ، وإنما لزمهم هذا اللقب لقولهم بإمامة عبد الله وهو أفطح الرجلين (٣) أو أفطح الرأس ، وانقطع أثر هذه الطائفة بعد ذلك العهد بقليل ، وكان آخرهم بنو فضال.
كان من أهل الفضل والصلاح ، والورع والاجتهاد ، وروى عنه الناس الحديث والآثار ، وكان ابن كاسب (٤) اذا حدّث عنه يقول :
حدّثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر ، وكان يقول بإمامة أخيه موسى
__________________
(١) رجال الكشي : ١٦٥.
(٢) رجال الكشي : ١٦٥.
(٣) إرشاد الشيخ المفيد طاب ثراه : ٢٨٦.
(٤) لم أجد قدر الوسع في التتبّع ذكرا لابن كاسب في كتب الرجال وجعل الطريحي والكاظمي تمييز إسحاق برواية ابن كاسب عنه ولم يذكرا اسمه ولا شيئا من حاله ، وهذه الكلمة في حقّ إسحاق تنسب الى سفيان بن عيينة أيضا وليس هو ابن كاسب.