كان محمّد سخيّا شجاعا ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، وقالت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين (١) : ما خرج من عندنا محمّد يوما قط في ثوب فرجع حتّى يكسوه ، وكان يذبح كلّ يوم كبشا لأضيافه (٢) وكان يسمّى الديباجة لحسن وجهه وجماله (٣).
وكان يرى رأي الزيديّة في الخروج بالسيف ، وخرج على المأمون في سنة ١٩٩ بمكّة واتبعته الزيديّة الجاروديّة (٤).
ولمّا بويع له بالخلافة ودعا لنفسه ، ودعي بأمير المؤمنين ، دخل عليه الرضا عليهالسلام فقال له : يا عم لا تكذّب أباك وأخاك ، فإن هذا الأمر لا يتمّ ، ثمّ لم يلبث قليلا حتّى خرج لقتاله عيسى الجلودي فلقيه فهزمه ، ثمّ استأمن إليه ، فلبس السواد (٥) وصعد المنبر فخلع نفسه وقال : إن هذا الأمر للمأمون وليس لي فيه حق (٦).
__________________
الكاظم عليهالسلام وفي باب السحاق من أبواب النكاح ، وهذا مما يشهد لوثاقته ، ولكن أرباب الرجال لم يذكروا له ترجمة مستقلّة ، وما اكثر من أهملوه ، وهو ابن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وأما عبد الله فهو عمّ يعقوب المتقدم ، وهو أبو محمّد الثقة الصدوق وأمّا الوشاء فهو الحسن بن علي بن زياد من أصحاب الرضا عليهالسلام ورواته الثقات.
(١) ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام.
(٢) إرشاد الشيخ المفيد في أحواله : ٢٨٦.
(٣) كتب الرجال في ترجمته.
(٤) الارشاد : ٢٨٦.
(٥) وهو شعار العبّاسيّين ، فكأنه أراد أن يجعل شعاره كشعارهم ، أمّا العلويّون فكان شعارهم الخضرة.
(٦) بحار الأنوار : ٤٧ / ٢٤٦ / ٥.