داود بن فرقد الأسدي الكوفي ، روى عن الصادق والكاظم عليهماالسلام ، وله كتاب يرويه عنه عدّة من الثقات ، وله كلام مع بعض الزيديّة دلّ على اشتهاره بالتشيّع وسرعة جوابه وحسنه حتّى ضحك منه أبو عبد الله عليهالسلام ، وذلك ما رواه الكشي ص ٢٢١ عنه « قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إن رجلا خلفي حين صلّيت المغرب في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال :
« ما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضلّ الله » (١) فعلمت أنه يعنيني ، فالتفتّ إليه وقلت : « إن الشياطين ليوحون الى أوليائهم ليجادلوكم » (٢) فاذا هو هرون بن سعد (٣) قال : فضحك أبو عبد الله عليهالسلام ، ثمّ قال : أصبت الجواب قبل الكلام بإذن الله ، وقال داود :
جعلت فداك لا جرم والله ما تكلّم بكلمة ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : ما أحد أجهل منهم ، إن في المرجئة فتيا وعلما وفي الخوارج فتيا وعلما ، وما أحد أجهل منهم ».
داود بن كثير الرقي الكوفي الأسدي مولاهم ، روى عن الصادق والكاظم عليهماالسلام وعاش الى أيام الرضا عليهالسلام ، وله حديث كثير لا سيّما في الكرامات والفضائل ، وله أصل رواه عنه جماعة من الثقات ، ولكثرة ما رواه
__________________
(١) النساء : ٨٨.
(٢) الأنعام : ١٢١.
(٣) الكوفي الزيدي ، وقد جاء عن الصادق عليهالسلام ذمّه سوى ما ذكر هاهنا.