من كراماتهم نسبوه الى الغلوّ وهو سهو.
وجاء فيه حديث كثير يدلّ على علوّ منزلته مثلما رواه الكشي ص ٢٥٤ عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « أنزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم » ونظر الى داود الرقي وقد ولّى فقال : « من سرّه أن ينظر الى رجل من أصحاب القائم عليهالسلام فلينظر الى هذا » وفي موضع آخر : « أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد » فهذا ومثله يرشدنا الى سموّ منزلته في الدين واليقين سوى الوثاقة في الرواية.
زرارة بن أعين الشيباني مولاهم ، روى عن الباقر والصادق عليهماالسلام ، ومات عام ١٥٠ ، فأدرك من أيام الكاظم عليهالسلام سنتين.
وما ذا يقول القائل في زرارة؟ وهل يستطيع ذو براعة ويراعة أن يأتي بكلمة تجمع فضل زرارة؟ وكفى عن بيان مقامه ، ورفيع شأنه ، ما جاء فيه عن أئمة الهدى عليهمالسلام ، وكفى منه ما سبق ذكره في بريد العجلي ، بيد أننا نذكر هاهنا شيئا لم يسبق ذكره هناك ، فإن الصادق عليهالسلام قال له مرّة : « يا زرارة إن اسمك في اسامي أهل الجنّة بغير ألف » قال : « نعم جعلت فداك اسمي عبد ربه ولكني لقّبت زرارة » وقال : « لو لا زرارة لظننت أن أحاديث أبي ستذهب » وقال للفيض بن المختار (١) : « فاذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس واومىء بيده الى زرارة » وقال في حديث آخر : « رحم الله زرارة (٢) لو لا
__________________
(١) الجعفي الكوفي ، روى عن الباقر والصادق والكاظم عليهمالسلام وهو من ثقات رواتهم.
(٢) ظاهر هذا الحديث أن زرارة مات أيام الصادق عليهالسلام ، إلاّ أن يكون الصادق ترحّم عليه وهو حي.