عن سبب ذلك القدح الصادق نفسه ، فقال في حديث طويل رواه الكشي ص ٩١ : إني أنا أعيبك دفاعا مني عنك فإن الناس والعدوّ يسارعون الى من قرّبناه وحمدنا مكانه لإدخال الأذى في من نحبّه ونقرّبه ـ الى أن قال ـ فأحببت ان أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منّا دافع شرّهم عنك ، الحديث ، فمن هاهنا نعرف مكانة زرارة لديهم وشأن تلك الأحاديث القادحة.
أبو اسامة زيد الشحّام الازدي الكوفي ، روى عن الباقر والصادق عليهماالسلام ، وقيل : وعن الكاظم أيضا ، وهو من الوثاقة وجلالة القدر بمكان رفيع ، وقد حكي عن الشيخ المفيد طاب رمسه قوله فيه : إنه من فقهاء أصحاب الصادقين عليهماالسلام الأعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا وأحكام الدين.
وجاءت فيه أحاديث تشهد له بعلوّ الدرجة ، منها ما رواه الكشي ص ٢١٦ عن زيد نفسه « قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : اسمي في تلك الأسامي؟
ـ يعني في كتاب أصحاب اليمين ـ قال : نعم » وما رواه أيضا عنه : « قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فقال لي : يا زيد جدّد التوبة واحدث عبادة ، قال :
قلت : نعيت إليّ نفسي ، قال : فقال : يا زيد ما عندنا لك خير وأنت من شيعتنا ـ الى أن قال ـ : يا زيد كأني أنظر إليك في درجتك في الجنّة ، ورفيقك فيها الحارث بن المغيرة النصري » (١) الى غير هذا ممّا يرشدنا الى علوّ مقامه ورفيع
__________________
(١) هذا الحديث دالّ على أن موته كان أيام الصادق عليهالسلام فلا يكون ممّن روى عن الكاظم عليهالسلام.