لو لا أن الصادق عليهالسلام هو المخبر عن عبد الله وعمّا كان عليه من تقوى وطاعة لما كنا نعتقد بأن أحدا من البشر يبلغ تلك المرتبة وذلك الرضى.
ولقد جاء فيه من الإطراء والإفصاح عن علوّ مقامه وثبات يقينه ما لم يجىء في أحد سواه إلاّ القليل ، وقد سبق شيء منه في حمران ، وهو القائل لإمامه الصادق : لو فلقت رمّانة بنصفين ، فقلت هذا حلال وهذا حرام لشهدت أن الذي قلت حلال حلال ، وأن الذي قلت حرام حرام ، فقال : رحمك الله ، رحمك الله.
وهذا التسليم والتفويض والطاعة والامتثال هو الذي صيّره بتلك الرتبة الرفيعة ، وإن كان من عرف إمامه وجب أن يكون كما كان عليه عبد الله ولكن أنّى لنا بتلك النفوس الزكيّة المطيعة.
عبد الله بن بكير بن أعين الشيباني مولاهم ، روى عن الباقر والصادق عليهماالسلام وهو من الستة أصحاب الصادق الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم كما سبق في أبان بن عثمان ، وعدّ في أجلّة الفقهاء والعلماء ، ومن أصحاب الاصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة ، وقد رمي بالفطحيّة ، فإن صحّ فلا يضرّ فساد عقيدته في وثاقته في روايته ، وعلى أيّ حال فهو ثقة في الرواية من دون ريب ، وقد سبق ذكر أبيه بكير وجلالة شأنه.
عبد الله بن سنان بن طريف الكوفي مولى قريش أو بني هاشم خاصّة ، روى عن الصادق عليهالسلام ، وقيل : وعن الكاظم أيضا وهو غير بعيد لأنه قد عاصره ، وكان خازنا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد ، ومع ذلك فقد كان