وجملة القول أن علي بن يقطين كان عينا لله وملجأ لأولياء الله بين أعدائه ، يقوم بأداء حقوقهم ، ويدفع عادية السوء عنهم ، هذا سوى صلاحه في أعماله الأخر ، وروايته لأحكام الدين ، وإن مثله ليعجز القلم عن استيفاء محاسنه وجميل خصاله.
كانت ولادة علي بالكوفة عام ١٢٤ ، وكان أبوه يقطين من وجوه الدعاة للدولة الهاشميّة ، فطلبه مروان الحمار فهرب ، وهربت زوجته بولديها علي وعبيد من الكوفة الى المدينة ، الى أن ظهرت الدولة العبّاسيّة ، فلمّا قامت ظهر يقطين ، فلم يزل بخدمة السفّاح والمنصور ، وهو مع ذلك كان يتشيّع ويقول بالإمامة ، وكذلك كان ولده ، وكان يقطين يحمل الأموال الى الصادق عليهالسلام ونما خبره الى المنصور والمهدي فصرف الله كيدهما عنه.
وتوفي علي بن يقطين بمدينة السلام ـ بغداد ـ عام ١٨٢ ، وصلّى عليه وليّ العهد محمّد الأمين بن الرشيد ، وتوفي أبوه يقطين من بعده عام ١٨٥ فرحمة الله عليهما.
أبو معاوية عمّار بن خباب البجلي الدهني الكوفي ، ودهن حيّ من بجيلة ، كان من عيون أصحاب الصادق عليهالسلام الثقات وبيته من بيوتات الشيعة المعروفة في الكوفة في يومهم ، وقيل : إن أباه يسمّى بمعاوية أيضا.
قيل للصادق عليهالسلام : إن عمّارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى (١)
__________________
(١) هو محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي ، تولّى محمّد هذا قضاء الكوفة ثلاثا وثلاثين سنة ، ولّي أولا لبني اميّة ثمّ لبني العبّاس ، كانت ولادته عام ٧٤ ، ووفاته بالكوفة عام ١٤٨ وهو على القضاء ، وعدّه الشيخ رحمهالله من أصحاب الصادق عليهالسلام إلاّ أن الظاهر أن ممّن يحارب.