صادقا فيما تقول فاسأل الله أن يغفر لي ، وإن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك ، ومن وعدك بالخناء فعده بالنصيحة والرعاء ، وأمّا اللواتي في العلم ، فاسأل العلماء ما جهلت ، وإيّاك أن تسألهم تعنّتا وتجربة ، وإيّاك أن تعمل برأيك شيئا ، وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الفتيا هربك من الأسد ، ولا تجعل رقبتك للناس جسرا. قم عنّي يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد عليّ وردي فإني امرؤ ضنين بنفسي ، والسلام على من اتبع الهدى » (١).
ما اكثر الغالي من نصائحه والثمين من وصاياه ، فإنه لم يترك نهجا للنصح إلاّ سلكه ، ولا بابا للارشاد إلاّ ولجه ، فتارة يحثّنا على التقوى والورع والاجتهاد وطول السجود والركوع ، ويقول : كونوا دعاة الى انفسكم بغير ألسنتكم ، وكونوا زينا ولا تكونوا شينا (٢).
واخرى يريد منّا أن نرتقي فوق تلك الرتب فنكون من أرباب الشكر والدعاء والتوكّل فيقول : من أعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا ، من اعطي الدعاء اعطي الاجابة ، ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة ، ومن اعطى التوكّل اعطي الكفاية ، ثمّ قال : أتلوت كتاب الله عزّ وجلّ : « ومن يتوكّل على الله فهو حسبه » (٣) وقال : « ولئن شكرتم لأزيدنكم » (٤) وقال : « ادعوني أستجب لكم ». (٥)
__________________
(١) بحار الأنوار : ١ / ٢٢٤ / ١٧.
(٢) الكافي ، باب الورع.
(٣) الطلاق : ٣.
(٤) إبراهيم : ٧.
(٥) المؤمن : ٦٠.