الاستقصاء فرقة (١) وكما قال : لا تفتّش الناس فتبقى بلا صديق (٢).
بل يجب على ذي الخبرة والتجارب أن يقنع من أخيه بما دون ذلك إبقاء للودّ ، كما قال عليهالسلام : ليس من الإنصاف مطالبة الاخوان بالإنصاف ، ومن لم يرض من صديقه إلاّ بإيثاره على نفسه دام سخطه (٣).
نعم إن العتاب لا يخدش في بقاء الالفة والوداد ، بل ربّما جلا درن الصدور ، وأزاح الحقد الكامن في القلوب ، إلاّ أن يكثر فينعكس الحال فلذلك قال عليهالسلام : من كثر تعتيبه قلّ صديقه ، وقال : ومن عاتب على كلّ ذنب دام تعتيبه (٤).
إن للاخوان حقوقا جمّة يفوت حصرها ، ولا نريد الاستقصاء لما جاء عنها في هذا الصدد ، ولكن نذكر حديثا واحدا فحسب ، وبه الكفاية لو عمل به الأخ في شأن أخيه ، قال للمعلّى بن خنيس بعد أن ذكر أن له سبع حقوق :
أيسر حقّ منها : أن تحبّ له ما تحبّ لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك ، والحقّ الثاني : أن تجتنب سخطه ، وتتّبع مرضاته ، وتطيع أمره ، والحقّ الثالث : أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك ، والحقّ الرابع ، أن تكون عينه ودليله ومرآته ، والحقّ الخامس ، ألاّ تشبع ويجوع ، ولا تروى ويظمأ ، ولا تلبس ويعرى ، والحقّ السادس : أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم فواجب أن
__________________
(١) بحار الأنوار : ٧٨ / ٢٥٣ / ١٠٩.
(٢) الوسائل ، باب استحباب الاغضاء عن الإخوان : ٨ / ٤٥٨ / ٢.
(٣) نفس المصدر : ٨ / ٤٥٨ / ٣.
(٤) بحار الأنوار : ٧٨ / ٢٧٨.