قال : صدقت ، فارجع بابن أخيك إلى بلده ، واحذر عليه . . القصة (١) .
وقس بن ساعدة ، كان أحد المبشرين بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وبرسالته ، وكان من عقلاء العرب وحكمائهم ، وهو القائل :
هل الغيث معطي الأمن عند نزوله |
|
بحال مسيءٍ في الأمور ومحسن |
وما قد تولى فهو فات وذاهب |
|
فهل ينفعني ليتني ولو أنني |
وكان قس في زمانه أكثر الناس عبادةً ، وأفصحهم خطابةً ، وكان كثيراً ما يذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ويبشر الناس به ، وآمن به قبل مبعثه ، وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلموسلم يسأل عن أخباره وترحم عليه ويقول : سيحشر قس أمةً وحده . (٢)
ولقد كانت هذه البشارة تزداد شيوعاً كلما اقترب وقت مبعثه صلوات الله عليه وكان سلمان قد سمع هذه البشارة ، ووعاها قلبه فنبت حب محمد في لحمه ودمه ، فكان أحد المنتظرين ، يترقب ساعة الخلاص لحظةً بعد لحظة ، ويوما بعد يوم وكلمة الراهب لا زالت ترن في أذنه :
« هذا آوان يظهر فيه نبي من العرب . . » .
لا يكاد سلمان يتذكر هذا ، حتى يتمنى لو أن الزمان يطوى له كي يلتقي بالرسول المرتقب صلوات الله عليه .
__________________
(١) : السيرة النبوية ١ / ١٦٥ ـ ١٦٦ بتصرف .
(٢) : حقائق الإيمان / ٣٨٣ .