فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلوا ، وأمسك هو وعليٌ وأخوه عقيل وعمه حمزة . (١)
فقلت في نفسي : هذه علامة !
فدخلت إلى مولاتي فقلت : هبي لي طبقاً آخر . . قالت : لك ستة أطباق !
فحملتُ طبقاً ووضعته بين يديه وقلت : هذه هدية .
فمدّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يده وقال : بسم الله ، كلوا ، ومدّ القوم جميعاً أيديهم فأكلوا ، فقلت في نفسي : هذه أيضاً علامة أخرى .
قال : ورجعت إلى خلفه وجعلت أتفقد خاتم النبوة ، فحانت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلتفاتة فقال : يا روزبة ؛ تطلب خاتم النبوة ! ؟ » .
قلت : نعم .
فكشف عن كتفيه فإذا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه عليه شعرات ! ، فسقطتُ على قدميه أقبلهما . . ونسي الراوي أن يقول : فأبلغته سلام الراهب ، وأعطيته اللوح ، وحدثته بما جرى لي .
وإلى هنا يكون سلمان قد وصل إلى هدفه الذي خرج من أجله ، ويبقى في هذه القصة لغز ربما حير كثيرين . . لغز الرهبان الثلاثة أو الأربعة الذين كانوا يوصون بسلمان إلى بعضهم البعض ، وآخرهم الذي قال له : « لا أعلم أحداً في الأرض على دين عيسى بن مريم . . ! » تُرىٰ ، هل أن هؤلاء الرهبان كانوا قد احتكروا الديانة المسيحية لأنفسهم ، فأين ملايين النصارى ومئات القسس وأين موقعهم من ذلك الدين ؟ سيما وأن النصوص الواردة في « إسلامه » تظافرت واتفقت على هذا المعنى .
الحق : أن أولئك الرهبان كانوا من الأبدال (٢) الذين لا تخلو الأرض منهم ،
__________________
(١) : في شرح النهج ١٨ / ٣٥ وقال : إنه لا تحل لنا الصدقة .
(٢) : الأبدال : قوم من الصالحين لا
تخلو الدنيا منهم ، إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر . وورد =