رواية المستدرك الثانية (١)
بسنده عن زيد بن صوحان عن سلمان ، قال :
كنت يتيماً من رام هرمز ، وكان ابن دهقان رام هرمز يختلف إلى معلم يعلمه ، فلزمته لأكون في كنفه ، وكان لي أخ أكبر مني وكان مستغنياً بنفسه ، وكنت غلاماً قصيراً ، وكان إذا قام من مجلسه تفرق من يحفظهم ، فإذا تفرقوا خرج فيضع بثوبه ثم صعد الجبل ، وكان يفعل ذلك غير مرة متنكراً .
قال : فقلت له انك تفعل كذا وكذا ، فلم لا تذهب بي معك ؟
قال : أنت غلام وأخاف أن يظهر منك شيء .
قال : قلت لا تخف . قال : فإن في هذا الجبل قوماً في برطيلهم (٢) لهم عبادة ، ولهم صلاح ، يذكرون الله تعالى ويذكرون الآخرة ، ويزعموننا عبدة النيران وعبدة الأوثان وأنا على دينهم .
قال : قلت فاذهب بي معك اليهم ، . قال : لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم ، وأنا أخاف أن يظهر منك شيء فيعلم أبي فيقتل القوم ، فيكون هلاكم على يدي .
__________________
(١) : المستدرك ٣ / ٥٩٩ .
(٢) : البرطيل : يظهر أنه مكان عبادتهم .