سلمان ، إن الله عز وجل سوف يبعث رسولاً اسمه أحمد يخرج بتهمة ـ وكان رجلاً أعجمياً لا يحسن القول ( فيقول في تهامة تهمة ) ـ علامته أنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، بين كتفيه خاتم ، وهذا زمانه الذي يخرج فيه قد تقارب ، أما أنا فإني شيخ كبير ولا أحسبني أدركه ، فان أدركته أنت فصدقه واتبعه .
قلت : وإن أمرني بترك دينك ؟
قال : اتركه ، فان الحق فيما أمر به ، ورضى الرحمن فيما قال .
وقام ، فخرج فتبعته فمر بالمقعد ، فقال ( الرجل ) المقعد : يا عبد الله دخلت فسألتك فلم تعطني ! وخرجت فسألتك ، فلم تعطني ! فقام ينظر هل يرى أحداً ، فلم يره ، فدنا منه فقال له : ناولني يدك ، فناوله ، فقال : بسم الله . فقام كأنه أنشط من عقال صحيحاً لا عيب فيه ، فخلا عني بعده ، فانطلق ذاهباً فكان لا يلوي على أحد ولا يقوم عليه .
فقال لي المقعد : يا غلام إحمل علي ثيابي حتى أنطلق فأسير إلى أهلي ، فحملت عليه ثيابه وانطلق لا يلوي علي ، فخرجت في أثره أطلبه ، فكلما سألت عنه قالوا : أمامك حتى لقيني ركب من كلب ، فسألتهم ، فلما سمعوا لغتي ، أناخ رجل منهم لي بعيره فحملني خلفه حتى أتوا بلادهم ، فباعوني فاشترتني إمرأة من الأنصار ، فجعلتني في حائط لها ، وقدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبرت به ، فأخذت شيئاً من تمر حائطي . . . ثم ذكر خبر الصدقة والهدية والخاتم ، وأن أبا بكر اشتراه وأعتقه ـ وهو مخالف للمشهور من أن النبي هو الذي ساعده على عتقه كما تقدم .