بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
كتاب العتق
قيل : هو بالكسر : الحرية ، وبالفتح المصدر كالاعتاق ، ويقال : عتق العبد خرج عن الرق ، فهو عتيق ، وفي المسالك تبعا للفاضل في التحرير « هو لغة الخلوص ، ومنه سمى البيت الشريف عتيقا ، لخلوصه من أيدي الجبابرة ، والخيل الجياد عتاقا ، وشرعا خلوص المملوك الآدمي أو بعضه من الرق بالنسبة إلى مطلق العتق ، وبالنسبة إلى المباشرة ـ الذي هو مقصود الكتاب ـ تخليص الآدمي أو بعضه من الرق منجزا بصيغة مخصوصة ».
قلت : لم أجد المعنى المزبور فيما حضرني من كتب اللغة المتقدمة عليهما من الصحاح وغيره ، مع أطنابه في الأول بذكر المعاني له التي منها الكرم والجمال والحرية والرقة بعد الجفاء والغلظة وصلاح المال والسبق مع النجاة والقدم والعتيق الكريم من كل شيء إلى غير ذلك مما لا ينطبق شيء منها على ما ذكر ، بل فيه وفي غيره ما هو كالصريح في أن وصف البيت بالعتيق لقدمه ، والخيل بالعتاق لجودتها ، كما أن فيه التصريح بأن الحرية من معانيه اللغوية ، ولعله لذا فسره بها لغة في التنقيح ، وفي كشف اللثام جعله لغة الكرم ، هذا كله بالنسبة إلى معناه لغة.