( الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها ) وهو ( خَيْرُ الْوارِثِينَ ) ، ويظهرهم ( عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ).
اني لما بذلت فيما أخلدت من الكتب وسعي ، وأخرجت فيما لزمنى من ذلك جهدي ، وجدت الصلاة تجمع حدودا كثيرة ، والصوم يشمل امورا وافرة والزكاة تضم معاني مختلفة ، والحج يحوي مناسك جمة.
ووجدت حمل هذه الأشياء الجليلة ، وملابسة هذا الدين القيم ، وتبصرة ما ذكرت من هذه الأحوال ، لا تنال إلا بسابقة إليه وإمام يدل عليه ، وأن من هداه الله لذلك ارتشد سبيله وانتفع بعلمه وعمله ، ومن أضله أضل سبيله وحبط عمله ، و ( خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ).
وعلمت أن الامامة حال بها يدرك حدود الصلاة ، وشرائع الصوم ، ومعاني الزكاة ، ومناسك الحج.
ورأيتها أجل عروة محكمة ، وأوثق سبيل منهجة.
ورأيت كثيرا ممن صح عقده ، وثبتت على دين الله وطأته ، وظهرت في الله خشيته ، قد أحادته الغيبة ، وطال عليه الأمد حتى دخلته الوحشة ، وأفكرته (٨) الأخبار المختلفة ، والآثار الواردة ، فجمعت أخبارا تكشف الحيرة وتجسم النعمة (٩) وتنبئ عن العدد ، وتؤنس من وحشة طول الأمد.
وبالله للصواب أرتشد ، وعلى صالح القول أستعين ، واياه أسأل أن يحرس الحق ويحفظه على أهله ، ويصون مستقره ومستودعه.
« أسباب اختلاف الروايات وموجبات الحيرة والاشتباه »
فلأجل الحاجة إلى الغيبة اتسعت الأخبار ، ولمعاني التقية والمدافعة عن. الأنفس اختلفت الروايات ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ )
__________________
(٧) هذا السطر من راوي الكتاب كما هو ظاهر.
(٨) في هامش ( أ ) : وأنكرته.
(٩) هذا ظاهر ( أ ) وفي ( ب ) تجسم الغمة.