ثمّ ضربه فقتله ، ومضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام ، وعاد الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو محاصر أهل الطائف ، فلمّا رآه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كبّر للفتح وأخذ بيد عليّ فخلا به وناجاه طويلا (١).
فروى عبد الرحمن بن سيابة والأخلج جميعا ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا خلا بعلي يوم الطائف أتاه عمر بن الخطّاب فقال : أتناجيه دوننا وتخلو به دوننا. فقال : يا عمر أنا ما انتجيته ، بل الله انتجاه. قال : فأعرض عمر وهو يقول : هذا كما قلت لنا يوم الحديبيّة ( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ ) فلم ندخله وصددنا عنه. فناداه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : لم أقل لكم إنّكم تدخلونه في ذلك (٢) العام.
ثم خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان بن معتب في خيل من ثقيف ، فلقيه أمير المؤمنين عليهالسلام ببطن وجّ فقتله وانهزم المشركون ، ولحق القوم الرعب ، فنزل منهم جماعة الى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأسلموا ، وكان حصار النبيّ للطائف بضعة عشر يوما (٣).
* * *
فصل
في ذكر أزواجه صلىاللهعليهوآلهوسلم
أوّل نسائه صلىاللهعليهوآلهوسلم خديجة بنت خويلد عليهاالسلام. تزوّجها بمكّة ، وكانت قبله عند عتيق بن عائد المخزومي ، ثمّ عند أبي هالة زرارة بن نبّاش الاسيدي.
وروى أحمد البلاذريّ وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تزوّج بها وكانت عذراء. ويشيّد ذلك ما ذكر في كتابي الأنوار والبدع : أنّ رقيّة وزينب كانتا ابنتي هالة بنت خويلد (٤).
__________________
(١) الإرشاد : ص ٨١.
(٢) في هامش النسخة : هذه ( نسخة بدل ).
(٣) الإرشاد : ص ٨١.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ١٥٩.