إذا قضيتم ما عليكم فبجل (١) |
|
شدّوا عليهم شدّة الليث الأزل |
ثمّ تقدّم زجر بن قيس الجعفي في جعف وقضاعة وهو يقول :
أضربكم حتّى تقرّوا لعليّ |
|
خير قريش كلّها بعد النبيّ |
من عزّ بالعلم وسمّاه الوصي |
|
نبدأ بالأزدي ونثنّي بعدي |
وتقدّم هاني رضياللهعنه بأصحابه على فرس له يدعى السابق أمام الكتيبة.
وتقدّم سعيد بن قيس الهمداني ونادى في همدان : يا معشر همدان لئن كان أمير المؤمنين فضّلنا على قومنا ثمّ لم نأت أمرا يحقّق به ظنّه ونصدّق به رأيه فينا ما نحن إذن كما قال.
قال : فأجابته همدان من كلّ ناحية بما أحبّ وتأهّبوا للحرب ، وكان سعيد من فرسان العرب فتقدّم أمام القوم فهو يقول :
قل للوصي اجتمعت قحطانها |
|
انّا لما قلنا لها أعيانها |
لم تك حرب ضرمت نيرانها |
|
وكسرت يوم الوغى مرّانها |
هم بنوها وهم إخوانها |
|
وهم مثيروها وهم فتيانها |
وتقدّم زياد بن كعب بن مرحب وله نصف رئاسة همدان.
وحمل جندب بن زهير رضي الله عنهما وهو يرتجز ويقول :
يا ربّ إنّ الحرب قد تفرّت |
|
وأبرزت عن نابها وهرّت (٢) |
وبادرت جلبابها ودرّت |
|
وأرؤس منّا ومنهم خرّت |
وأذرع منّا ومنهم برّت |
|
تلهبها أمّ لنا قد غرّت |
جهرا فلم تنفع ولكن ضرّت |
|
يخدعها شيخان حين مرّت |
بالحوب قبل الصبح فاقشعرّت |
|
ونادت الرجعة ثمّ ولّت |
حين رأت كلابها قد هرّت |
|
ثمّ أعادوا خدعها فقرّت |
وحملت الأنصار وكانوا مع عليّ عليهالسلام ، وكانوا من الأزد ، فقاتلوا قومهم الذين كانوا من أصحاب الجمل.
__________________
(١) بجل الرجل : حسنت حاله ، وقيل : فرح ، وأبجله الشيء إذا فرح به ( لسان العرب ١١ / ٤٤ ).
(٢) الهرت : سعة الشدق ( لسان العرب ٢ / ١٠٣ ) وهو كناية عن توسّع الحرب.