فقال له السائل : لقد هذّبت يا أمير المؤمنين وأرشدت فجزاك الله عن الدين خيرا (١).
فصل
في مسائل سئل عنها أمير المؤمنين عليهالسلام وأجاب وفي قضاياه
حدّث أحمد بن أبي عبد الله البرقي ويعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن ابن فضّال ، عن أيمن بن محرز الحضرمي ، عن محمّد بن سماعة الكندي ، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لمّا بايع الناس عمر بعد موت أبي بكر أتاه رجل من شباب اليهود وهو في المسجد الحرام فسلّم عليه والناس حوله ، فقال : يا أمير المؤمنين دلّني على أعلمكم بالله وبرسوله وبكتابه وسنّته؟ فأومأ بيده الى عليّ عليهالسلام ، فقال : هذا.
فتحوّل الرجل الى عند عليّ فسأله : أنت كذلك؟ فقال : نعم. فقال : إنّي اسألك عن ثلاث وثلاث وواحدة. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أفلا قلت عن سبع؟ فقال اليهودي : لا إنّما أسألك عن ثلاث ، فإن أصبت فيهن سألتك عن ثلاث بعدها ، وإن لم تصب لم أسألك. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أخبرني إن أجبتك بالصواب والحقّ تعرف ذلك؟ وكان الفتى من علماء اليهود وأحبارها يرون أنّه من ولد هارون بن عمران أخي موسى عليهماالسلام. فقال : نعم فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : بالله الذي لا إله إلاّ هو لئن أجبتك بالحقّ والصواب لتسلمنّ ولتدعن اليهودية؟ فحلف اليهودي وقال : ما جئتك إلاّ مرتادا اريد الإسلام. فقال : يا هاروني سل عمّا بدا لك تخبر إن شاء الله تعالى. قال : أخبرني عن أوّل شجرة وضعت على وجه الأرض. وأوّل عين نبعت في الأرض ، وأوّل حجر وضع على وجه الأرض. فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أمّا سؤالك عن أوّل شجرة وضعت على وجه الأرض فإنّ اليهود يزعمون أنّها
__________________
(١) نهج البلاغة : ١٥٣ الخطبة ١٠٦ مع اختلاف في بعض الألفاظ.