وقال صعصعة رضياللهعنه :
هل خبّر القبر سائليه |
|
أم قرّ عينا بساكنيه (١) |
أم هل ثراه أحاط علما |
|
بالجسد المستكن فيه |
لو علم القبر من يواري |
|
تاه على كلّ من يليه |
يا موت لو تقبل افتداء |
|
لكنت بالروح أفتديه |
يا موت ما ذا أردت منّي |
|
حقّقت ما كنت أتّقيه |
دهر رماني (٢) بفقد إلفي |
|
أذمّ دهري وأشتكيه (٣) |
تحلوا أنعم عنده سماحا |
|
ولم يقل قطّ إلاّ يفيه |
يا جبلا كان ذا امتناع |
|
وركن عزّ لا مثليه |
ونخلة طلعها نضيد |
|
يقرب من كفّ مجتنيه |
ويا صبورا على بلاء |
|
كان به الله مبتليه |
ويا مريضا على فراش |
|
توديه أيدي ممرضيه |
آمنك الله كلّ روع |
|
وكلّما أنت تتّقيه |
وقيل : إنّ عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله تعالى دخل الكوفة ولم يمرّ بحيّ من أحياء الكوفة إلاّ قالوا هذا عبد الرحمن صاحب أمير المؤمنين ، حتى مرّ بحيّ يقال له النخع وفيه جوار منها يتهادين وبينهنّ سيّدة لهنّ تدعى قطام بنت الأصبغ لعنها الله ، وكان أمير المؤمنين قد قتل أخاها وأباها وزوجها وابن عمّها يوم النهروان ، فوقف عبد الرحمن عليها فلمّا أن نظر الى حسنها وجمالها قال لها : يا جارية أنت ذات بعل؟ فقالت له : بل أيّم ، فقال لها : ينكحك أهلك؟ فقالت له : نعم ، فقال لها : على ما ذا؟ فقالت له : على ثلاثة آلاف وعبد وقينة ، فقال لها : ذاك لك ومثله أضعافا فأتمّي أمرنا فقالت له : حتى أستأذن أهلي. ثمّ إنّ قطام لعنها الله دخلت الى قصرها
__________________
(١) في المصدر : بزائريه.
(٢) في المصدر : زماني.
(٣) الى هنا رواه ابن شهرآشوب في مناقبه : ج ٣ ص ٣١٤ ـ ٣١٥.