أخذ بما عليه أهل القبلة الذي ليس فيه اختلاف وردّ علم ما اختلفوا فيه الى الله سلم ونجا من النار وادخل الجنّة ، ومن وفّقه الله ومنّ عليه واحتجّ عليه بأن نوّر قلبه بمعرفة ولاة الأمر من أئمّتهم ومعدن العلم أين هو فهو عند الله سعيد ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « رحم الله امرأ عرف حقّا فقال ، أو سكت فسلم ».
نحن نقول أهل البيت : إنّ الأئمّة منّا ، وانّ الخلافة لا تصلح أن تكون إلاّ فينا ، وانّ الله جعلنا أهلها في كتابه وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّ العلم فينا ونحن أهله وهو عندنا مجموع ، وأنّه لا يحدث شيء الى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلاّ وهو عندنا مكتوب إملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخطّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بيده وزعم قوم أنّهم أولى بذلك منّا حتى أنت يا ابن هند تدّعي ذلك ، وزعم كلّ صنف من مخالفينا من أهل هذه القبلة أنّهم معدن الخلافة والعلم دوننا فلنستعن بالله على من ظلمنا وجحدنا حقّنا وركب رقابنا وسنّ للناس علينا ما يحتجّ به مثلك ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إنّما الناس ثلاثة : مؤمن يعرف حقّنا ومسلّم لنا ومؤتمّ بنا فذاك ناج يحبّ الله ورسوله ، وناصب لنا العداوة يتبرأ منّا ويلعننا ويستحلّ دماءنا ويجحد حقّنا ويدين لله بالبراءة منّا فهذا كافر مشرك وإنّما كفر وأشرك من حيث لا يعلم كما يسبّوا الله تعالى عدوا بغير علم ، ورجل أخذ بما لم يختلف فيه وردّ علم ما أشكل عليه الى الله مع ولايتنا والائتمام بنا ولا يعادينا ولا يعرف حقّنا فنحن نرجو أن يغفر الله له ويدخله الجنّة فهذا مسلم ضعيف.
وقال الحسين بن قيس : قال : قام الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهماالسلام على المنبر حين اجتمع الناس مع معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :
أيّها الناس إنّ معاوية زعم أنّي رأيته للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا ، وكذب معاوية ، أنا أولى الناس في كتاب الله عزّ وجلّ وعلى لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، اقسم بالله لو أنّ الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ولما طمعت فيها يا معاوية ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ما ولّت