فصل
في ذكر مولده عليهالسلام وشيء من صفاته
ولد بالمدينة سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة ـ ويروى سنة ستّ ـ بعد وفاة جدّه الصادق عليهالسلام بخمس سنين.
فأقام مع أبيه تسعا وعشرين سنة وأشهرا ، وأقام بعد أبيه بقية ملك الرشيد ، ثمّ محمّد بن هارون الأمين ثلاث سنين وثمانية عشر يوما ، ثمّ ملك المأمون عشرين سنة ، ووجّه إلى أبي الحسن عليهالسلام فحمله إلى خراسان (١).
وامّه أمّ ولد يقال لها قليم.
قال أبو الحسن موسى عليهالسلام لمّا ابتاع هذه الجارية لجماعة من أصحابه : والله ما اشتريت هذه الجارية إلاّ بأمر الله ووحيه ، فسئل عن ذلك ، فقال : بينا أنا نائم إذ أتاني جدّي وأبي ومعهما شقّة حرير فنشراها فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية ، فقالا : يا موسى ليكوننّ لك من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك ، ثمّ أمراني إذا ولدته أن اسمّيه عليّا وقالا : إنّ الله عزّ وجلّ سيظهر به العدل والرأفة والرحمة ، طوبى لمن صدّقه وويل لمن عاداه وجحده (٢) وقيل : اسم امّه سكن النوبيّة ، ويقال : الخيزران ، ويقال : صفرا وتسمى أروى أمّ البنين (٣).
__________________
(١) دلائل الإمامة : ص ١٧٥.
(٢) دلائل الإمامة : ص ١٧٦.
(٣) المناقب لابن شهرآشوب : ج ٤ ص ٣٦٧ ، وفيه « صقر » بدل « صفرا ».