وكيف أقرأ ولست بقارئ؟ الى ثلاث مرّات ، فقال في المرّة الرابعة : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) الى قوله : ( ما لَمْ يَعْلَمْ ). ثمّ نزل جبرئيل وميكائيل عليهماالسلام ومع كلّ واحد منهما سبعون ألف ملك ، واتي بالكراسي ووضع تاج على رأس محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واعطي لواء الحمد بيده ، فقالا له : اصعد على الكرسي واحمد الله.
فلمّا نزل من الكرسيّ توجّه الى خديجة ، وكان كلّ شيء يراه يسجد له ويقول بلسان فصيح : السلام عليك يا نبيّ الله ، فلمّا دخل الدار صارت الدار منوّرة. فقالت خديجة : ما هذا النور؟
قال : هذا نور النبوّة ، قولي : لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله.
فقالت : طالما قد عرفت ذلك ، ثمّ أسلمت.
فقال : يا خديجة إنّي لأجد بردا ، فدثّرت عليه فنام ، فنودي : ( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) الآية ، فقام وجعل اصبعه في اذنه وقال : الله اكبر الله اكبر ، فكان كلّ موجود يسمعه يوافقه (١).
وكان لبني عذرة صنم يقال له حمام ، فلمّا بعث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سمع من جوفه قائل يقول :
يا بني هند بن حرام (٢) |
|
ظهر الحقّ وأودى حمام |
رفع الشرك الإسلام |
ثمّ نادى بعد أيّام لطارق يقول : يا طارق يا طارق بعث النبيّ الصادق ، جاء بوحي ناطق ، صدع صادع بتهامة ، لناصريه السلامة ، ولخاذليه الندامة ، هذا الوداع منّي الى القيامة.
ثمّ وقع الصنم لوجهه فتكسّر.
قال زمل (٣) بن ربيعة : فأتيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبرته بذلك ، فقال : كلام الجنّ المؤمنين ، فدعانا الى الإسلام (٤).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٩٦ ـ ١٩٧ ذيل ح ٣٠.
(٢) في نسخة المناقب : خرام.
(٣) في نسخة المناقب : زيد.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ٨٧.