فأوقف الناس على مواضع خطأه وخطيئته بجرأته على مقام الجناب الأقدس المستحق لكلّ كمال أنفس ، وعلى نبيّه وصفيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النبيّين المنزّه عن كلّ رذيلة نسبها إليه أعداؤه وأعداء أهل بيته معدن الرسالة وأزواجه أهل العفة والنجابة ، واتضح لديهم ما وقع فيه من زلاّت يستمر شؤمها سرمدا وعثرات لا تقال أبدا.
ثامنا : قوله : « ولا سيما إذا كانت متسترة يعني أم المؤمنين عائشة ».
فيقال فيه : قل لي بربك كيف كانت متسترة والحديث يقول : ( يسترني بردائه ) فهل يا ترى هذا قول متسترة أم مكشوفة سافرة : ( بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ ) [ المطففين : ١٤ ].
وأما قوله : ( أما لهو الحبشة ولعبهم كان لتعلّم الحرب ).
فيقال فيه ، أولا : ليس في الحديث ما يدل على أن لهوهم ولعبهم كان لتعلّم الحرب لو صح أنهما كانا لتعلم الحرب على حدّ زعمه.
ثانيا : لو سلّمنا ذلك جدلا فهل يا ترى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت حتى يتخذوا من مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ملها وملعبا ، وما هو الوجه يا ترى في توقف معرفة الحرب وأساليبها على اللهو والضرب بالطبل واللّعب بالدرق لا سيما في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأغرب من ذلك أن يزعم الآلوسي حضور الملائكة مثل هذا اللهو واللّعب عازيا ذلك إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تسامى قدره صلىاللهعليهوآلهوسلم وقدر ملائكة الله المكرمين من هذه المنكرات التي تصرخ منها جنّة الأرض وملائكة السماء : ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ ) [ العنكبوت : ١٣ ].
وأما قوله : « وأما زجر عمر عن ذلك فلمكان ظن أن ذلك بمحضر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم من سوء الأدب ».
فيقال فيه ، أولا : أن زجر عمر (رض) الحبشة عن ذلك بمحضر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إن صح كان هو الآخر من سوء الأدب بمحضره صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ ليس له ولا لغيره من