ليست بداية
كانت ثلوج « بهمن » ذلك العام تهطل بغزارة ، وقد أوى السيد محمد الى حجرته ، صفق الباب خلفه ، فيما ظلّت الرياح تعصف بشدّة ، وعندما يتزامن هطول الثلج مع هبوب الريح يكون الـ« كولاك » ١ شديدة البرودة .. لهذا انصرف السيد محمد عن فكرة الذهاب الى منزله مفضّلاً البقاء في حجرته الصغيرة القريبة من باب القبلة ..
كان يمكنه الانصراف الى منزله والتبكير في العودة الى « حرم » السيدة فاطمة .. اذ يتعيّن عليه أن يضيء القناديل في منائر الحرم ...
كان السيد محمد وهو رجل متوسط العمر قد عوّد أسرته إلا ينتظروا عودته ، فقد يخطر في باله ان يمضي ليلته في مرقد السّيدة للصلاة والتهجد ، فيجد في ذلك حلاوة الايمان في تلك الظلال الوافرة المفعمة بالسلام.
كانت الريح المجنونة ذلك المساء وهي تلفح العابرين والمسافرين بالبرد والثلج ، قد بذرت في قلب محمد فكرة البقاء واللجوء الى حجرته