ـ كم بقي من الطريق؟
واجابت فتاة كانت ترافقها :
ـ اميال معدودة يا سيدتي ... وهذا الخان آخر محطّات الطريق!
واشتعلت في ذاكرتها الحوادث والأيام الماضية .. مشاهد قديمة وجديدة وكان آخرها المشهد الدامي على أبواب « ساوة » لقد شهدت مصرع الرجال الاوفياء .. احتراق الفراشات وسط اعصار فيه نار .. شهدت مصرع أخيها « هارون » اغارعليه الذئاب البشرية وهو يتناول رغيفة « لقمة » يقيم بها أوده استعداداً للجولة الأخيرة.
لكنها لم تر أخاها الفضل وجعفر!
وانبعث في قلبها أمل .. مثل ساقية تنثال مياهها على الضفاف .. مثل جدول عذب يهب رحيقه الفراشات والأزهار في طريقه ..
خرجت جماهير « قم » تستقبل ابنة الرسالات الالهية ، النساء والرجال كانوا ينتظرون ابنة الكاظم ، وشقيقة الرضا ويتطلّعون الى الطريق .. طريق القوافل .. ستبزغ الشمس من الشمال!