واستند رجل اشعري ١٣٩ الى جدار قلعة قديمة يعود تاريخها الى « انوشيروان ».
وكان شيخ عربي سمع في شبابه أحاديث من الصادق .. أحاديث تشبه النبوءات يتطلّع الى الطريق وقد تراءت له مليئة بالبلّور ..
لقد حوّلت الدموع في عينيه المرئيات الى بلور ولؤلؤ منثور! دموع لا يعرف تفسيرها .. دموع فرح أم دموع حزن .. فرح باستقبال ابنة الرسالة .. أم حزن لأولاده الانبياء .. تتوزعهم مدن الأرض هنا وهناك كبحر غاضب ينثر الآلئ والأصداف .. أو كسماء تبعثر نجومها الفتية فوق الأرض!
وهتف رجل حديد البصر :
ـ إنها قافلة قادمة!
ولاح طيف في الأفق البعيد ... وشيئاً فشيئاً تألفت صورة لسفن الصحراء .. تنساب كزوارق هادئة باتجاه الضفاف ...
وهتفت فتاة مبتهجة :
ـ جاءت فاطمة!
وخشعت القلوب لاسم مضيء لسيدة النساء فاطمة الزهراء .. وهاي ابنتها قادمة تحمل اسمها وقبساً مضيئاً من